مفهوم جديد
في SW ONE لن تجدي بالطبع الأمير «شارمنج» (أي الجذاب بالعربية) في نهاية دهاليز المحال أو ساحرة شريرة تزيله عن طريقك، ولكنك ستجدين عصا «الساحرة الطيبة» بيد فريق العمل لتمنحك تجربة جديدة ربما شاهدتها في الخارج، ولكن لم تشاهديها هنا. فكرة سوسن ،
بحسب وصفها، تتلخص في منح المرأة العربية العصرية العملية، أو التي ليس لديها وقت، أن تجهز من الألف إلى الياء بمحالها لتنطلق بعدها في سيارة الليموزين و هي مرتدية أحدث خطوط الموضة من العلامات التجارية العالمية البارزة إلى حضور فعاليتها.
وبينما ترفض سوسن أن يُطلق على مشروعها محلاً لتأجير الملابس لأنها لا تأتي بملابس مستعملة أو رخيصة أو انتهت موضتها، فإنها توضح أنها تجربة تريد للباحثات عن الجمال الراقي والطلة الأجمل معايشتها.
تفاصيل التجربة
و لكي توضح بشكل أكبر فكرتها، تقول سوسن: «العميلة تأتي إلينا والخبيرات المتخصصات يرينها الفستان المناسب ويقوم الخياطون المتخصصون لدينا بإجراء اللازم ليناسب مقاسها ثم نصفف لها شعرها ونضع لها المكياج وتقوم الليموزين، إن أرادت، بإيصالها إلى مكان الفعالية». وتضيف سوسن التي تشدد على أن دراستها للسوق أثبتت صلاحية الفكرة:«مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب أن ترتدي عميلاتنا الفساتين من العلامات التجارية البارزة مرة أخرى بعد نشر الصور. ولا تعرف السيدات ماذا يفعلن بتلك الفساتين فهل يقمن ببيعها أو بتخزينها؟ نحن هنا نجيب لها على هذه الأسئلة.»
وتريد سوسن للنساء الشعور أنهن في بيوتهن والاستمتاع بتجربة موضة وجمال توفرها لهن سواء اشترين الفستان من الخارج، أم استأجرنه من محالها.
لا لمفهوم التأجير
ولكن لماذا تركز سوسن على هذا المفهوم الجديد مع اكتظاظ السوق بمصممي الأزياء الذين يخدمون نوعية العميلات اللاتي تستهدفهن سوسن؟، وما الذي يدفعها إلى الاعتقاد أن الفكرة ستروق لهن، خاصة الخليجيات اللواتي يفضلن شراء الملابس بدلاً من تأجيرها؟
تجيب سوسن:«سواء لدى السيدة الأموال أم لا فهذه فكرة جديدة ستروق لها. لا أعتقد أن هناك سيدة تقدمين لها هذه الفكرة بالأسلوب الراقي ستقوم برفضها. أنا لا أقدم أزياء قديمة بالية بل أحدث صيحات العلامات التجارية البارزة وقطعا حصرية لنا لن تجد غيرها في مكان آخر. القطع الحصرية تأتي ببطاقات من دور الأزياء تؤكد حصريتها».
وتضيف:«فستان الزفاف مثلاً لا ترتديه المرأة سوى مرة واحدة، ومن ثم تخزنه ولا تعرف ماذا تفعل به. نحن نوفر لها هذه الميزة هنا. جاءني رجل أعمال شاب وخطيبته لاختيار فستان زفاف وقال لي حرفياً أنه يفضل هذه الفكرة لأن فستان الزفاف مكلف ولا ترتديه المرأة سوى مرة واحدة. قال لي أنه على استعداد تام لدفع الأموال على عش الزوجية، وليس على فستان الزفاف الذي يتم ارتداؤه مرة واحدة فقط. رجل الأعمال الشاب وجد فكرتي عملية».
وربما ترى سوسن في رجل الأعمال الشاب تطبيقاً عملياً لقياس رد فعل السوق حيال فكرة مشروعها، لكن الانخفاض المستمر في أسعار النفط عن مستوياتها السابقة، قد لا يدفع بعض النساء القادرات مالياً على التوجه إليها للاستمتاع بتلك التجربة ما يؤثر مستقبلاً على سير عملها، فما رأيها في ذلك؟
ترد سوسن قائلة:«على العكس تماماً، أرى أن الرجال سيقدرون فكرتي جيداً، لأنها ستوفر لهم حجم الأموال اللاتي تنفقنها النساء على الأزياء، في ظل الظروف التي يعيشها العالم».
وهنا تجيب سوسن على سؤال حول تكلفة «تجربة سندريلا» بالنسبة للمرأة، فتوضح أنها تنقسم إلى عدة فئات و تتراوح وفقاً للمظهرالذي ترغبه Look. « قد تبدأ من 7000 درهم إلى 40 أو 50 ألفا، وفقاً للتجربة. هناك من تريد ارتداء فستان زفاف من تصميم إيلي صعب أو ارتداء فستان من تصميم زهير مراد أو قطعة أخرى واحدة فقط حصرية لدى SW ONE من تصاميم أشهر رواد الموضة و الأزياء العالميين».
مجموعة أزياء جديدة
و لإثراء فكرتها وضماناً لاستمرار مشروعها، تعتزم سوسن السفر إلى ميلانو وباريس ولندن في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل لاختيار مجموعة الأزياء الجديدة التي تضم تشكيلة تصلح لكافة الفعاليات و الحفلات و الأعراس وحضور المعارض ومناسبات الإفطار والسحور في رمضان.
هنا تؤكد سوسن على أن مجموعات الأزياء القديمة لا تكررها بل تنوي بيعها لصالح الجمعيات الخيرية أو تحتفظ ببعض القطع المحببة لديها للذكرى. فمثلاً قامت بالاحتفاظ بالفستان الذي ارتدته في حفل افتتاح المشروع، وحضرته المغنية اللبنانية الشهيرة نجوى كرم مرتدية إحدى القطع الحصرية لدى سوسن». المرأة الواحدة متنوعة ومجموعتنا متنوعة لتناسب كافة الشخصيات والفعاليات التي تريد حضورها سواء تعلقت بالأعراس أو حفلات الخطوبة أو الإفطار أو السحور في شهر رمضان أو افتتاح معرض ما» على حد وصفها.
نقطة التحول
وهنا تتذكر سوسن نقطة التحول التي دفعتها إلى التفكير في تأسيس مشروع SW ONE منذ عامين أثناء سفرها للخارج حيث تؤمن أن من لا يسافر أو لا يتعرف على أماكن أخرى لا يرى التنوع الثري في الحضارات والثقافات وحتى اختلاف الأذواق في ارتداء الأزياء». الاهتمام بالتنوع كان نقطة التحول بالنسبة لي. استغرب من الذين يمضون وقتهم في مكان واحد. في السفر ترين تنوعاً وتقتربين أكثر من اختلاف الحضارات واختلاف الأذواق في الأزياء . دبي مدينة متنوعة و لو تريدين تأسيس مشروع بها، عليك الإتيان بفكرة جديدة و هذا ليس أمراً هيناً».
وتضيف:« من هنا فكرت في جمع المصممين العالميين بمكان واحد لمنح المرأة تجربة جمالية مميزة. هل تذكرين سندريلا؟ سندريلا تأتيها تلك الساحرة الطيبة لتعطيها صورة جمالية خيالية فترتدي أجمل الملابس وتصفف شعرها وتضع المكياج لتذهب إلى حفلتها فتلتقي بالأمير. هذا الشعور أريد أن أمنحه للمرأة. فبدون أن تفكر في الأمور المادية أو عناء التسوق، نوفر عليها الجهد والوقت ونمنحها الفرق المتخصصة لمساعدتها على اختيار الإطلالة التي ترغبها أو تلك التي تريد إخفائها».
تجارة تسري في الدم
كما تتذكر سوسن هنا حبها للتجارة الذي ورثته عن أبيها وحبها لقطاع الأقمشة والمنسوجات الذي أسست فيه أول مشروع صغير لها، رغم دراستها للإعلام وحصولها على درجة الماجستير في الصحافة من المملكة المتحدة.
ولدت سوسن في دمشق ثم انتقلت إلى دبي منذ 23 عاماً لتدرس الصحافة والإعلام قبل التوجه إلى المملكة المتحدة للحصول على درجة الماجستير في الصحافة والعمل في «بي بي سي» لفترة من الزمن قبل أن تعود إلى دبي مرة أخرى فتراجع نفسها فيما تريد أن تفعله. « تعلمين أن التجارة في دم السوريين. المشاريع تستحوذ على تفكيرنا، وكان والدي يقول لي عليك تأسيس عمل خاص بك تحققين فيه طموحك ويكون لك وحدك ويضمن لك الاستمرارية. على هذا الأساس عملت بنصيحة أبي و في بداية طريقي كان وقتي مقسماً بين الصحافة والإعلام، وبين المشروع الصغير الذي أسسته في قطاع المنسوجات، ولذلك أعرف الأقمشة جيدا،ً ثم بدأت عملي الحالي».
وترى سوسن في الموضة والأزياء انعكاساً لطريقة تقديم الشخصية للمجتمع. «الرجال والنساء يحبون الأزياء على حد سواء . أحب الموضة لأن لدي قناعة منذ الصغر أن طريقة ارتدائك للملابس تقدمك للمجتمع، و تعكس شخصيتك له أو أحياناً تخبئها عنه عندما يتقلب مزاجك أو تكونين مرهقة أو عصبية أو منزعجة من أمر ما».
وتضيف:«فتنتي الموضة منذ طفولتي وأحب الأقمشة، فقررت تأسيس عملي بها. أقدر القطع الجميلة وعندما أرى قطعة مثلاً صممها «فالنتينو» أعرف كيف تم تصنيعها وأتخيل السيدات اللواتي علمن عليها يدوياً، أو أعرف مثلاً قطعة لـ«ديور» الذي أرى فيها صورة العاصمة الفرنسية باريس. كل علامة تجارية لها قصة».
نصائح لسيدات الأعمال الشابات
وهنا أيضاً تنصح سوسن سيدات الأعمال الشابات على البحث عن الأفكار الجديدة لكي ينجحن في مشاريعهن على أن يقمن بالمتابعة المستمرة لأعمالهن، و هذه النقطة هي الأصعب في دبي التي توجد بها كافة الأفكار بل كل شيء.
تنصح الشابات قائلة:«بعد الفكرة الجديدة عليكن اختيار الفرق المناسبة فلا يمكن أن تنجحن وحدكن مهما كانت خبرتكن. خبرتي أنا مثلاً في مجال الموضة، ولكن كان لا يمكن أن أنجح بدون وجود فريق عمل قوي متخصص أو ستايليست ماهر. الفكرة الجديدة والمتابعة والتجديد صفات هامة لنجاح أي مشروع. عليكن أيضاً تطوير أنفسكن وأسلوبكن وإلا تأثر ت مشاريعكن».
ولكن هل عليهن تفادي بعض الأمور أو إتباع أشياء محددة لكي تستمر مشاريعهن؟ «في رأيي عليهن ألا يخفن من تأسيس المشاريع. في جميع الأحوال هن رابحات لأنهن إن نجحن فسيستفدن من خطوات جديدة تقدمهن للعالم الخارجي و إن فشلن فسيتعلمن من الخسارة التي ستساعدهن على تحديد الخطوة القادمة التي تضمن لهن عدم الخسارة مرة أخرى. لا يوجد بزنس في العالم يربح طوال الوقت، فلقد خسرت شركات عالمية ورجال أعمال مشاهير ولكن لا يجب أن يؤدي الفشل إلى الخوف. التجربة جيدة في حد ذاتها لكي تساعدهن على تنفيذ ما يطمحن إليه بدلاً من الندم مستقبلاً من عدم تنفيذ رغباتهن».
وتضيف: «بالتأكيد عليهن القيام بالتجربة بعد دراسة وافية ولكن عليهن تقبل الخسارة قبل النجاح لأنها هي التي ستعلمهن وليس النجاح. كن قويات وادرسن كل المقومات. الصدفة والخسارة والنجاح يدعمكن و لكن الخسارة هي الي تساعدكن على معرفة كيفية القيام مرة أخرى بعد السقوط».
الخطط المستقبلية
وبذات القوة التي تنصح بها سيدات الأعمال الشابات، لا تقلق سوسن من المنافسة الحتمية القادمة، وتعتزم مستقبلاً افتتاح عدة فروع لمشروعها والتخصص في موضة الرجال إلى جانب النساء بعد أن قامت بتسجيل علامتها التجارية في السعودية و قطر ومصر ولبنان وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا.
«لا أخاف من المنافسة بل أفخر بها لأن انتشارها مستقبلاً يعني أن فكرتي نجحت. كل إنسان له أسلوبه الذي يتميز به و يختلف به عن الآخر، فلا يعني التقليد أنني خليت من الأفكار».
ولا تقلق سوسن أيضاً من رغبة النساء في شراء الأزياء مباشرة من العلامات التجارية المتواجدة بكثرة في دبي «فالسوق كبيرة و إن لم يشجعني أحد على تنفيذ الأفكار الجديدة و تطويرها لفقدت المتعة في عملي. نعم أكيد هناك من سيقلد الفكرة مستقبلاً ولكن الأسلوب المختلف هو المحك».
كما تمكنت سوسن، بعد عدة شهور من افتتاح مشروعها، من تشكيل قاعدة معقولة من العميلات إلا أنها تعتزم التركيز مستقبلاً على وسائل التواصل الاجتماعي التي آمنت بأهميتها متأخراً، مثلما تقول.
«بدأت متأخرة في مواقع التواصل الاجتماعي لأنني لم أكن أؤمن بها مبدئياً ولكنني أدركت أهميتها. لم أقم بحملة دعائية بذلك المفهوم ولكنني أتحدث مع العامة عند الذهاب للفعاليات المختلفة والنادي الصحي الذي أرتاده. اعتمدت على الكلمة الشفهية والتجربة والعلاقات وسأركز على الإنترنت كثيراً إلى جانب عروض الأزياء التي نقوم بها والشخصيات الهامة المؤثرة.»